بقلم جمال العاصى :- يبدو أن 2010 سيكون أكثر عدلاً وانصافاً للمصريين.. نعم لقد انتهى العام الفائت بحزمة كبيرة من الأحزان لفت أجساد المصريين وربما كانت الهزيمة أمام الجزائر فى أم درمان الأقسى والأصعب والأكثر مرارة، وذلك بعد تلاشى حلم الوصول لكأس العالم بجنوب أفريقيا من ناحية، ومن جهة أخرى شكل ولون وطعم الهزيمة التى مررت حلق المصريين وأشعرتهم بالإهانة والمهانة معاً، ورغم مرور 70 يوماً على موقعة أم درمان العصيبة وعندما شد شحاتة ورجاله الرحال إلى أنجولا للمشاركة فى كأس الأمم الأفريقية.. لم يتخيل عاقل أم مجنون أن الأقدار سوف تقذف بالفريق الجزائرى ليقف مرة أخرى أمام المنتخب المصرى حتى حسن شحاتة نفسه المدير الفنى، الذى أكد لى كما أشرت فى مقال سابق أنه لن يلعب أو سوف ينسحب إذا ما التقى المنتخب الجزائرى فى أنجولا.. ولكن لأنها السماء وعدالتها.. ولأنه أيضا الشعب المصرى الذى دوماً يتحمل الصبر بكافة ألوانه وأشكاله والذى بات تكوينه مصمماً لتحمل الأزمات كلها.. فقد كتم المصريون غيظهم وعادوا وتمسكوا بعادتهم الأصلية وهى الصبر عند البلاء.. وتحملت الجماهير المصرية الإهانة وكل المهانة التى أهدرها مشجعو الجزائر فى أم درمان.. وظهر الانكسار واضحاً منذ موقعة أم درمان وبات الكل يبحث ويتساءل نريد أن نثأر ونأخذ حقوقنا.. وبات الجميع ينتظر لحظة الهيبة التى يعود بها المصريون إلى حالتهم النفسية وتعود إليهم كرامتهم التى تاهت فى شوارع أم درمان.. ويبدو أن القدر حقاً كان رحيماً بنا وجاءت مدينة بنجيلا التى استضافت المنتخب المصرى منذ قدومه إلى دولة أنجولا.. والتى أرادت أن ترد للمصريين حقوقهم كاملة وبالفعل انحازت بنجيلا تلك المدينة الهادئة الطيبة وشعر أهلها وجماهيرها بالانحياز للمصريين وجاء يوم 28 يناير ليكون الفعل الفاضح ورد الاعتبار الكبير عندما حقق الفراعنة فوزاً كبيراً أو قل فوزاً غير مسبوق وأحرزوا 4 أهداف نظيفة وكان يمكنهم زيادة هذا الرصيد التهديفى إلى الضعف لولا الرأفة والرحمة والرفق بالشقيق الجزائرى، الذى ظهر على حقيقته وتعرت وجوهه أمام الفيفا وظهرت أخلاق لاعبيه.. وحالة رفض الهزيمة وظهرت ملامح شخصيته برفض اللعب النظيف بعدما لقنهم المصريون درساً جديداً فى فنون الكرة وقدموا نموذجاً للسهل الممتنع.. وقدموا نموذجاً أيضاً للإصرار والإرادة والرغبة الجامحة فى الفوز والدفاع بشراسة عن أوجاع جماهيرهم المصرية التى لم تفقد أبدا الثقة فى هؤلاء.. وظهر رجال حسن شحاتة وعيونهم مملؤة بالإصرار منذ أن أطلق الحكم البنينى كوفى كودجا صافرة البداية.. وكانت السمة السائدة بين جميع اللاعبين حالة إنكار ذات حتى إن النجم الكبير أحمد حسن ترك ضربة الجزاء لزميله حسنى عبد ربه.. رغم أنه لو تصدى لها سوف تجعله على عرش هدافى البطولة.. وكانت الجماعية فى الأداء والتنفيذ الخططى الهائل والإصرار على تنفيذ الوعد الذى قطعه اللاعبون على أنفسهم قبل المباراة عندما التفوا جميعاً وأقسموا ألا يبخل أحد بقطرة عرق فى سبيل عودة الروح إلى جموع المصريين.. والثأر والتأكيد على أن لاعبينا مازالوا ملوك العرش الأفريقى، ووضح أن شحاتة ورجاله أرادوا أن يلقنوا رابح سعدان المدير الفنى الجزائرى درساً جديداً فى فنون التكتيك والخطط الكروية ولعبوا بمفتاح الفوز اسمه أحمد المحمدى، الذى صال وجال وفعل ما فعل فى الجبهة اليمنى وفضح الجبهة اليسرى الجزائرية بأكملها.. وأكد زيدان أنه كان يحمل مخزوناً أجل تفريغه فى شباك شاوشى الذى لم يتحمل أكثر من ثلاثة أهداف فى شباكه فلم يجد حلولاً لإيقاف شبكته التى كان يظن أنها عذراء بعد أن هتكها حسنى عبد ربه ثم زيدان وعبد الشافى وجدو الذى أصبح هداف البطولة حتى الآن وليثبت شحاتة أن البديل يمكن أن يكون هدافاً لبطولة بحجم كأس أفريقيا رغم أنها المرة الأولى فى تاريخ هذه البطولة أن تجد هدافها لاعباً احتياطياً..
نعم قالها شحاتة لرابح سعدان انتهى الدرس يا رابح.. نعم يبحث بلاتر ورجال الاتحاد الدولى كيف يعاقبون المنتخب المصرى على الفعل الفاضح الذى قاموا به فى استاد بانجيلا.. وبعد أن تخيل شاوشى أن شباكه ستظل بكراً، ولكن هل هناك عقابا لفعل فاضح برغبة ومزاج الطرف الجزائرى أم كان اغتصابا مستحقا بالأربعة..